الطبيعة لديها روح الدعابة. بعض انواع السلاحف تتنفس من مؤخرتها مثل سلحفاة نهرفيتزروي الاسترالية وسلحفاة امريكا الشمالية. وهذه السلاحف لديها الامكانية ان تتنفس من فمها وبالرغم من ذلك فهى تتنفس من مؤخرتها.
وضع العلماء بعض الالوان الصناعية في المياة التي تعيش فيها السلحفاة وذلك ليتمكنوا من مراقبة حركة المياة لان المياة الشفافة تكون صعبة المراقبة. هذه الالوان الصناعية لا تمثل خطراً علي السلحفاة لانها هي نفسها الالوان التي تستخدم تلوين الاطعمة صناعياً. وبذلك تأكد العلماء ان السلحفاة تسحب المياة من الناحية الامامية والخلفية. واحياناً من الجهه الخلفية فقط. وفي الواقع انها ليست فتحة الشرج بل هي الفتحة التبول. ولكن يظل السؤال لماذا تتنفس السلحفاة بهذه الطريقة؟ لماذا لا تتنفس من فمها؟
السر يكمن في صدفة السلحفاة التي تتكون من بعض الاضلاع والفقرات المسطحة والملتحمة معاً وهي تحمي السلحفاة الي جانب بعض الوظائف الاخرى.
في فصل الشتاء، تعيش السلحفاة في المياة الباردة لمدة تصل الي 5 أشهر. ولكى تعيش بهذه الطريقة انها تحتاج لتغيير الطريقة التي يعمل بها الجسم مثل عملية حرق الدهون والتنفس بدون اكسجين (تحت الماء). وفي حالة التنفس بدون اكسجين، يتكون حمض اللاكتيك في جسم السلحفاة ومن المعروف ان زيادة الاحماض في الجسم هو امر غير جيد. صدفة السلحفاة لا يمكنها تخزين هذا الحمض كما انها يمكن ان تتفاعل معه مكونة البيكاربونات.
كما ان عملية التنفس بدون اكسجين تحتاج الي استخدام العضلات التي تُمَدد الرئتين من اجل عملية الشيق ثم تجعل الرئتين تنكمشان من اجل عملية الزفير. كل مرة يتم فيها استخدام هذه العضلات تزداد كمية حمض اللاكتيك.
لذلك من الاسهل جدا علي السلحفاة ان تتنفس من مؤخرتها. لانه توجد بعض الحويصلات عند مؤخرتها. هذه الحويصلات تتمدد وتنكمش لتنشر الاكسجين الي اوعية الدم مباشرة.
تمت ترجمة هذا المقال من الموقع الانجليزي:
اذا اعجبك هذا الموضوع اضغط علي الاعلانات التي تظهر في هذه الصفحة